فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشعراوي:

{فانطلقا} سارا معًا، حتى ركبا سفينة، وكانت مُعَدَّة لنقل الركاب، فما كان من الخضر إلا أنْ بادر إلى خَرْقها وإتلافها، عندها لم يُطِق موسى هذا الأمر، وكبُرت هذه المسألة في نفسه فلم يصبر عليها فقال: {أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} [الكهف: 71] أي: أمرًا عجيبًا أو فظيعًا. ونسى موسى ما أخذه على نفسه من طاعة العبد الصالح وعدم عصيانه والصبر على ما يرى من تصرفاته.
كأن الحقَّ تبارك وتعالى يريد أن يُعلِّمنا أن الكلام النظري شيء، والعمل الواقعي شيء آخر، فقد تسمع من أحدهم القول الجميل الذي يعجبك، فإذا ما جاء وقت العمل والتنفيذ لا تجد شيئًا؛ لأن الكلام قد يُقَال في أول الأمر بعبارة الأريحية، كمن يقول لك: أنا رَهْن أمرك ورقبتي لك، فإذا ما أحوجك الواقع إليه كنت كالقابض على الماء لا تجد منه شيئًا.
ونلحظ هنا أن موسى عليه السلام لم يكتف بالاستفهام: {أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا} [الكهف: 71] بل تعدَّى إلى اتهامه بأنه أتى أمرًا منكرًا فظيعًا؛ لأن كلام موسى النظري شيء ورؤيته لخرق السفينة وإتلافها دون مبرر شيء آخر؛ لأن موسى استحضر بالحكم الشرعي إتلاف مال الغير، فضلًا عن إغراق ركاب السفينة، فرأى الأمر ضخمًا والضرر كبيرًا، هذا لأن موسى يأخذ من كيس والخضر يأخذ من كيس آخر.
{قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72)} وهذا درس آخر من الخضر لموسى عليهما السلام يقول: إن كلامي لك كان صادقًا، وقد حذرتُك أنك لن تصبرَ على ما ترى من تصرفاتي، وها أنت تعترض عليَّ، وقد اتفقنا وأخذنا العهد ألاَّ تسألني عن شيء حتى أُخبرك أنا به.
ثم يقول الحق سبحانه: {قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ}.
يعتذر موسى عليه السلام عما بدر منه لمعلمه، ويطلب منه مسامحته وعدم مؤاخذته {وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} [الكهف: 73] أي: لا تُحمِّلني من أمر اتباعك عُسْرًا ومشقة. فسامحه الخضر وعاود السير. {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ} تلاحظ أن الاعتداء الأول من الخضر كان على مال أتلفه، وهنا صعَّد الأمر إلى قَتْل نفس زكية دون حق، فبأيِّ جريرة يُقتل هذا الغلام الذي لم يبلغ رُشْده؟ لذلك قال في الأولى: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} [الكهف: 71] أي عجيبًا أما هنا فقال: {لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا} [الكهف: 74] أي: مُنكَرًا؛ لأن الجريمة كبيرة.
والنفس الزكية: الطاهرة الصافية التي لم تُلوِّثها الذنوب ومخالفة التكاليف الإلهية.
وكذلك يأتي الرد من الخضْر مخالفًا للرد الأول، ففي المرة الأولى قال: {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 72] أي: قلت كلامًا عامًا، أما هنا فقال: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال في ملاك التأويل:

قوله تعالى مخبرًا عن قول موسى للخضر، عليهما السلام، حين خرق السفينة: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} [الكهف: 71]، وقوله له عند قتل الغلام: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} [الكهف: 74]، للسائل أن يسأل عن الفرق بين الموضعين الموجب لوصف كل من هذين الفعلين بما وصف به؟
والجواب، والله أعلم: أن خرق السفينة لم يبلغ بحيث يتلفها، وإنما قصد به الخضر عيبها ليزهد فيها مريد غصبها بدليل قوله بعد: {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف: 79]، فإنما أراد إبقاءها على مالكها ودفع هذا الغاصب إذا رأى ما بها من العيب المانع من الرغبة فيها، وهذا لا يبلغ ظاهره مبلغ ظاهر قتل الغلام بغير سبب ظاهر فوصف بإمر في قوله: {شَيْئًا إِمْرًا}، وهو دون النكر. وأما البادي الظاهر من قتل الغلال عند من يغيب عنه ما علمه من الخضر فشيء نكر، ومرتكب عند من لحظه بظاهره وغاب عنه ما في طيه شنيع ووزر، فوقع التعبير في الموضعين بما يناسب كلا الفلعلين، وعن قتادة رحمه الله: النكر أشد من الإمر. فجاء كل على ما يلائم، ولم يكن ليحسن مجيء أحد الوصفين في اموضع الآخر، والله أعلم.
قوله تعالى في حكاية قول الخضر لموسى، عليهما السلام: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72)} [الكهف: 72]، ثم قوله بعد ذلك في قصة قتل الغلام: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} للسائل أن يسأل عن الفرق الموجب لزيادة {لك} في هذا القول الثاني؟.
والجواب: أن الخضر قد كان قال ملوسى حين قال له موسى، عليه السلام: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 6-67] فلما كان من موسى عند خرق السفينة ما كان من الإنكار بقوله: {خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} [الكهف: 71]، ذكره الخضر بما كان قد قاله له، من غير أن يزيده على إيراد ما كان قد قاله، فقال: {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 72]. فاعتذر موسى، عليه السلام، بقوله: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} [الكهف: 73]، فلما وقع منه بعد ذلك إنكار قتل الغلام بقوله: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} [الكهف: 74]، وأبلغ في وصف الفعلة بقوله: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} [الكهف: 74]، قابل الخضر ذلك بتأكيد الكلام المتقدم، فقال: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ}، فالضمير المجرورة بيان جيء به تأكيدًا، ليقابل بالكلام ما وقع جوابًا له من قوله موسى، عليه السلام، زيادة للتناسسب، وتعلق المجرور الواقع بيانًا مختلف فيه، فمنهم من يعلقه بفعل مضمر، ومنهم من يجري حرف الجر الذي فيه كحرف الجر الزائد فلا يعلقه بشيء، وقوله: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} على هذا لامأذخ معمولًا للقول من قوله: {أَلَمْ أَقُل}.
ويمكن عندي فيه وجه آخر، وهو أن يكون قوله: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ} كلامًا مستقلًا، محذوفًا منه معمول القول، وكأنه في تقدير: ألم أقل لك ما قلت، ثم استأنف المقالة فقال: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} على هذا ليس معمولًا للقول من قوله: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ}، إنما معمول {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ}، محذوف مقدر، كما حذف معمول القول من قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا} [يونس: 77] ومعمول القول محذوف تقديره: أتقولون للحق لما جاءكم سحر مبين، ثم قال لهم تقريعًا وتوبيخًا: {أَسِحْرٌ هَذَا} فسحر مبين المقد معمول للقول، وهو من قولهم، وقوله: {أَسِحْرٌ هَذَا} من قول موسى، عليه السلام، توبيخًا لهم كما ذكرنا. فكذا حذف من قوله: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ}، كما تقدم، والله أعلم. اهـ.

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)}.
لما ركبوا الفُلْكَ خرقها وكان ذلك إبقاءً على صاحبها لئلا يرغبَ في السفينةِ المخروقةِ المَلِكُ الطامعُ في السفن.
وقوله: {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا} أي لتؤديَ عاقبةُ هذا الأمر إلى غَرَقِ أهلها؛ لأنه علم أنه لم يكن قَصَدَ إغراقَ أهلِ السفينة.
{قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72)} أي أنت تنظر إلى هذا من حيث العلم، وإنّا نُجْزِيه من حيث الحُكْم.
{قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)}.
طالبَه بما هو شرط العلم حيث قال: {قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ}؛ لأن الناسيَ لا يدخل تحت التكليف، وأَيَّدَ ذلك بما قََرَنَ به قوله: {وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} فالمُتَمَكِّنُ من حقه التكليف ومن لا يصحُّ منه الفعلُ والتَرْكُ لا يتوجه.... والناس من جملتهم.
{فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)}.
كان بِخُلُقِ العلم واجبًا على موسى- عليه السلام- قَصْرُه حيث يرى في الظاهر ظُلْمًا ولكن فيما عرف من حال الخضر من حقه التوقف ريثما يعلم أنه أَلَمَّ بمحظورٍ أو مُباحٍ، ففي ذلك الوقت كان قلب العادة. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)}.
قوله: {لِتُغْرِقَ}: في اللام وجهان، أحدُهما: هي لامُ العلة. والثاني: هي لامُ الصَّيْرورة. وقرأ الأخَوان: {ليَغْرَقَ} بفتح الياء مِنْ تحتُ وسكونِ الغين وفتحِ الراء، {أهلُها} بالرفع فاعلًا. والباقون بضمِّ التاءِ مِنْ فوقُ وكسرِ الراء، أي: لتُغْرِق أنت أهلَها بالنصب مفعولًا به. والحسن وأبو رجاء كذلك، إلا أنَّهما شَدَّدا الراءَ.
والسفينة معروفةٌ، وتُجمع على سُفُن وسَفائن نحو: صحيفة وصُحُف وصحائف. وتُحذف منها التاءُ مرادًا بها الجمعُ، فتكونُ اسمَ جنسٍ نحو: ثَمَرَ وبَلَح. إلا أنه هذا المصنوع قليلٌ جدًا نحو: جَرَّة وجَرَّ، وعِمامة وعِمام. قال الشاعر:
3179- متى تَأْتيه تأتي لُجَ بَحْرٍ ** تقاذَفُ في غوارِبِه السَّفينُ

واشتقاقها مِن السَّفْنِ وهو القَشْر؛ لأنها تقشُر الماءَ. كما سُمِّيَتْ بِنْتَ مَخْرٍ لأنها تَمْخُر الماء، أي: تَشُقُّه. قوله: {إمْرًا} شيئًا عظيمًا، يقال: أَمِرَ الأَمْرُ، أي: عَظُم وتفاقَمَ. قال:
3180- داهِيَةً دَهْياءَ إمْرًا

{قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)}.
قوله: {عُسْرًا}: كفعولٌ ثانٍ لـ: {تُرْهِقْني} مِنْ أَرْهَقَه كذا إذا حَمَّله إياه وغشَّاه به. وما في {بما نَسِيْتَ} مصدريةٌ أو بمعنى الذي، والعائدُ محذوفٌ.
{فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)}.
قوله: {زاكِيَةً}: قرأ: {زاكية} بألفٍ وتخفيفِ الياءِ نافعٌ وابنُ كثير وابو عمرو. وبدون الألف وتشديد الياء الباقون. فَمَنْ قرأ: {زاكية} فهو أسمُ فاعلٍ على أصلِه. ومَنْ قرأ: {زَكِيَّة} فقد أخرجه إلى فَعِيلة للمبالغة.
والغُلام: مَنْ لم يَبْلُغْ. وقد يُطْلق على البالغِ الكبيرِ. فقيل: مجازًا باعتبارِ ما كان. ومنه قولُ ليلى:
3181- شَفاها مِنَ الدَّاءِ الذي قد أصابها ** غُلامٌ إذا هَزَّ القناةَ شَفاها

وقال آخر:
3182- تَلَقَّ ذُبابَ السَّيْفِ عني فإنني ** غلامٌ إذا هُوجِيْتُ لَسْتُ بشاعرِ

وقيل: بل هو حقيقةٌ لأنه مِن الإِغلام وهو السَّبْق، وذلك إنما يكونُ في الإِنسانِ المحتلِمِ. وقد تقدَّم ترتيبُ أسماءِ الآدمي مِنْ لَدُن هو جنينٌ إلى أن يضير شيخًا ولله الحمد.
قال الزمخشري: فإن قلت: لِمَ قيل: {حتى إذا رَكِبا في السفينةِ خَرَقَها} بغير فاءٍ، و{حتى إذا لَقِيا غلامًا فَقَتَله} بالفاء؟ قلت جَعَل {خَرَقَها} جزاءً للشرطِ، وجَعَل {قَتَله} من جملةِ الشرط معطوفًا عليه، والجزاءُ {قال أَقْتَلْتَ}. فإنْ قلت: لِمَ خُولف بينهما؟ قلت: لأنَّ الخَرْقَ لم يتعقَّبِ الركوبَ، وقد تعقَّبَ القتلُ لقاءَ الغلامِ.
قوله: {بِغَيْرِ نَفْسٍ} فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدها: انها متعلقةٌ بقَتَلْتَ. الثاني: أنها متعلقةٌ بمحذوفٍ على أنها حالٌ مِنَ الفاعلِ أو من المفعولِ، أي: قَتَلْتَه ظالمًا أو مظلومًا، كذا قَدَّرَه أبو البقاء. وهو بعيدٌ جدًا. الثالث: أنها صفةٌ لمصدرٍ محذوفٍ، أي: قَتْلًا بغيرِ نفسٍ.
قوله: {نُكْرًا} قرأ نافع وأبو بكر وابن ذكوان بضمتين، والباقون بضمة وسكون. وهما لغتان، أو أحدهما أصل. و{شيئًا}: يجوز أن يُراد به المصدرُ، أي: مَجيئًا نُكْرا، وأن يُراد به المفعولُ به، أي: جِئْتَ أمرًا مُنْكَرًا. وهل النُّكْرُ أَبْلَغُ من الإِمر أو بالعكس. فقيل: الإِمْرُ أبلغُ؛ لأنَّ قَتْلَ أَنْفُسٍ بسبب الخَرْقِ أعظمُ مِنْ قَتْل نفسٍ واحدة. وقيل: بل النُّكْر أبلغُ لأن معه القَتْلَ الحَتْمَ، بخلاف خَرْقِ السفينة فإنه يمكن تدارُكُه، ولذلك قال: {ألم أَقُلْ لك} ولم يأتِ ب {لك} مع {إمرًا}. اهـ.